السبت، 10 أكتوبر 2009

حنان ترك تدعو بعد تحجبها إلى الاقتداء بالسينما الإيرانية

الوسط الفني يرد عليها: لا تملكين الحق في توجيه السينما المصرية


دعت الفنانة المصرية حنان ترك لدى اعلان قرارها ارتداء الحجاب الى الاقتداء بالسينما الايرانية، رغم ان السينما الايرانية لا تحمل بمجملها طابعا دينيا سواء بمادتها الفنية أو حتى العاملين فيها، والا لما لاقت هذه الشهرة العالمية. في الواقع ان السينما الايرانية استمدت شهرتها من موقفها الناقد لواقع الحياة الاجتماعية والسياسية في ايران تحت النظام الحالي. الا ان دعوتها رغم الخلط في الموقف بالنسبة للسينما الايرانية اثارت حفيظة الوسط الفني في مصر الذي اعتبر، هو ايضا، انها «لا تملك الحق في توجيه السينما المصرية بالصورة التي تراها».

الروائي عزت القمحاوي كان من القلائل الذين عبروا عن الخلط بالنسبة للسينما الإيرانية اذ قال ان «حنان لها الحق في ان تحصل على شهادة من وعاظ الموجة الجديدة وان تقوم بتقديم فتاواها». وتابع «يبدو ان حنان ترى الامور بعين واحدة ولا ترى القضايا بعمقها فهي تعتقد ان السينما الايرانية دينية رغم انها ليست كذلك حيث ان الفنانين الايرانيين يكافحون من اجل اخراج سينما ضمن الحد المتاح لهم ويشكون مر الشكوى من تحكم الملالي في علمهم وإبداعهم».

وكانت حنان ترك، 31 عاما، وهي من ابرز نجمات جيل الشباب قد اعلنت في استوديو نحاس خلال تصويرها مسلسل «اولاد الشوارع» انها قررت ارتداء الحجاب منادية باستخدام الحجاب بنفس الطريقة التي تستخدمها الفنانات الايرانيات».

وأعلن تلفزيون دبي الأسبوع الماضي عن دعمه الكامل واحترامه لقرار الممثلة المصرية حنان ترك بارتدائها الحجاب، معتبراً إياه حرية شخصية، مؤكداً في الوقت نفسه على استمرار الفنانة في بطولة مسلسل «أولاد الشوارع»، الذي يقوم التلفزيون بإنتاجه.

وقال مسؤول في التلفزيون «قرار الفنانة حنان ترك بارتداء الحجاب يحترم بكافة تفاصيله ما دام نابعاً من رغبتها الشخصية». ونفى علي الرميثي، مدير تلفزيون دبي، صحة الأنباء التي ذكرت أن هناك تفكيرا بإسناد دور البطولة لفنانة أخرى.

وكررت ترك دعوتها هذه في واحد من البرامج الاكثر جماهيرية في مصر وهو برنامج «البيت بيتك» الذي يبث على القناة الثانية المصرية في اول ظهور لها بعد ارتدائها الحجاب. واعتبر الكثير من الفنانين والمثقفين المصريين خطوة حنان ترك ارتداء الحجاب قضية شخصية تتعلق بشخصيتها وحريتها» حسب قول الفنانة ليلى علوي والمخرج المصري داود عبد السيد في رد لهما على اسئلة وكالة الأنباء الفرنسية.

الا ان الكل اتفق من داخل وخارج الوسط الفني وبينهم الناقدة علا الشافعي على ان حنان ترك «لا تملك الحق في توجيه السينما المصرية بالصورة التي تراها وبالتالي دعوتها للاقتداء بالسينما الايرانية دعوة تخصها وحدها».

من ناحيته قال الناقد طارق الشناوي «مضى وقت طويل وحنان تفكر في وضع الحجاب كونها تأخرت كثيرا رغم معرفتها انها فقدت بحجابها فرصة ان تصبح نجمة شباك في السينما المصرية».

لكن الناقد مجدي الطيب يرى في الموضوع ابعادا اخرى اذ يعتبر ان «حنان ترك كشفت خلال مقابلتها مع البيت بيتك مخططا يستهدف الفن المصري وتحجيبه بعد ان تم اقناعها من قبل الوعاظ الجدد». واعتبر ان دعوة الترك للتماثل مع السينما الايرانية «يرتبط بمخطط تغيير الحياة الفنية المصرية من الداخل باتجاه ديني يخدم هذا النوع من الفكر بعد ان فشلت عملية التغيير من الخارج مع بروز ظاهرة الفنانات اللواتي تحجبن واعتزلن الفن ثم عاد بعضهن للتمثيل من جديد في اطار مخطط تحجيب السينما المصرية».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق